توجهات التوظيف 2025: ما الذي يبحث عنه أكثر من ألف مدير موارد بشرية في المرشح المثالي؟

يأخذك هذا التقرير المتعمق خلف كواليس عملية التوظيف ليرصد كيف يقيم مسؤولو الموارد البشرية السير الذاتية وخطابات التقديم ومدى ملاءمة المرشح؛ بما في ذلك تفاعلهم مع أنظمة تتبع مقدم الطلب (ATS) ودور المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي، إلى الأخطاء التي لا تغتفر في نظرهم. بدءاً من عيوب التنسيق وتفضيلات سرد القصص إلى انتقاء الكلمات المفتاحية ونوع ملف السيرة الذاتية، ستطلع على الطريقة التي تصنع بها قرارات التوظيف اليوم.

سر الانطباع الأول: ماذا يرى مسؤولو التوظيف في سيرتك الذاتية فوراً

حين يتعلق الأمر بالسير الذاتية، يتحرك مسؤولو التوظيف بسرعة، بل بسرعة كبيرة. وفقاً لآراء 1 013 خبيراً في الموارد البشرية، لا يستغرق الأمر سوى 30 ثانية ليقرر معظمهم ما إذا كانت السيرة تستحق نظرة أعمق. فما الذي يتفحصونه في تلك الوهلة الأولى؟

الإجابة كالتالي:

• 82.6 % يتجهون مباشرة إلى الخبرة العملية.
• 63.7 % يركزون على المهارات الرئيسية.
• 37.7 % يبحثون عن توافق في الخلفية التعليمية.
• 32.5 % يريدون رؤية إنجازات قابلة للقياس.

أما الأقسام الاختيارية مثل الهوايات فلا يلتفت إليها سوى 7.9 % لقياس الملاءمة الثقافية، بينما يعد العمل التطوعي استثناءً لافتاً؛ إذ يرى 57.5 % من المشاركين أنه خبرة مهنية ذات صلة.

وجهة نظر خبراء الموارد البشرية: "اسأل نفسك ما إذا كانت سيرتك الذاتية تصوغ قصة مهنية واضحة تتيح لمسؤولي التوظيف تقدير خبرتك حقاً".

رؤى إضافية حول السيرة الذاتية:

• 94.5 % يفضلون إدراج الخبرة العملية بترتيب زمني عكسي (الأحدث أولاً).
• 37.3 % يطالعون الخلفية التعليمية أولاً.
• ‎32.5 % يتفقدون أولاً الإنجازات القابلة للقياس.
• ‎98.7 % يقدرون وجود أرقام وإنجازات كمية داخل السيرة.
• 53.5 % يتوقعون أن يعكس ملخص السيرة الذاتية الخبرة ذات الصلة، فيما ينتظر ‎60.7 % أن يبرز الملخص المهارات والإنجازات.

رأي خبراء الموارد البشرية: "إذا لم تمتلك المهارات المحددة المطلوبة، فاجعل خطاب التقديم على وظيفة جسراً يربط بين مهاراتك الحالية والقابلة للتحويل وبين ما يبحث عنه مسؤولو التوظيف".

تصميم السيرة الذاتية وتخطيطها

يمثل التنسيق الاختبار الأول لسيرتك عند تكوين الانطباع الأول؛ فبحسب  96.6 % من مسؤولي التوظيف يترك مظهرها بصمةً مباشرةً في قرارهم، بينما أفاد 30.1 % بأن وقعه حاسم.

ما الذي يفضله مسؤولو التوظيف؟

• 98.8 % يثمنون التنسيق النظيف والمتناسق عبر كامل الصفحات.
• 44 % يستحسنون الترتيب الزمني العكسي، مقابل ‎21.4 % يختارون التنسيق الوظيفي، و‎20.1 % يميلون إلى صيغة هجينة تجمع الأسلوبين.
• 80.1 % يحبذون عرض الخبرة في نقاط موجزة، في حين تروق الفقرات المتتابعة لـ 6.7 % فقط.

اختيار صيغة تنزيل ملف السيرة الذاتية

• 76.8 % يودون تلقي السير بصيغة PDF، في حين يرتضي 12 % بصيغة وورد  Word.
• 51 % يميلون إلى سيرة من صفحتين؛ ويعتقد 82.1 % أن الطول الأمثل يتراوح بين صفحة وصفحتين، غير أن صفحة واحدة تنال موافقة 31.1 %.
• 72.2 % يبدون قبولا أو حياداً إزاء استخدام الألوان.
• 59 % يمتدحون الخطوط التقليدية مثل تايمز نيو رومان  Times New Roman أو كاليبري  Calibri.
• 49.9 % يجدون إدراج الصور مناسباً متى ارتبطت بالمحتوى؛ في المقابل يعلي 46.7 % شأن النسخ النصية الخالصة.

أنظمة تتبع مقدم الطلب (ATS)

تبقى معظم السير الذاتية خارج نطاق نظر مسؤولي الموارد البشرية ما لم تتجاوز أولاً بوابة أنظمة تتبع مقدم الطلب ATS.

تبين الأرقام ما يلي:

• 76.3 % من القائمين على التوظيف يتبنون هذه الأنظمة، ولو أحيانا.
• 73 % يلجؤون إليها لفرز المرشحين حسب مستوى الخبرة.
• 64.9 % يستعينون بها لاختبار المهارات التقنية.
• 59.2 % يفحصون عبرها المسميات الوظيفية السابقة.
• 55.2 % يعتبرون الكلمات المفتاحية الملائمة بوابة العبور الأساسية.
• 40 % يعلون شأن التنسيق، مدركين أنه عامل حاسم في قدرة ATS على قراءة السيرة.

ما الركائز الأهم لمواءمة السيرة الذاتية مع نظام ATS بحسب المختصين؟

1. مسميات وظيفية وتواريخ واضحة ‎69.1 %
2. كلمات مفتاحية ذات صلة ‎55.3 %
3. تفاصيل التعليم ‎49 %
4. تنسيق منضبط ‎45.7 %
5. شهادات مهنية ‎33.6 %

رأي أحد مسؤولي التوظيف: "لا وقت لدينا لمعالجة تنسيقات السير الذاتية غير المألوفة".

خطاب التقديم على وظيفة الفعال

بعد تفصيل عناصر السيرة الذاتية الناجحة، يحين دور خطاب التقديم على وظيفة. فالسيرة وحدها لا تكفي؛ 82.8 % من مسؤولي التوظيف يطلعون على الخطابات غالباً، و 53.3 % يقرؤونها دائماً. ويتفق 95.1 % من الخبراء على ضرورة تخصيص الخطاب ليناسب الوظيفة المستهدفة.

ما الذي يبحثون عنه أيضا؟

• 58.2 % يفتشون عن خبرة ذات صلة.
• 54.1 % يقدرون الدوافع الواضحة.
• 51.8 % يختبرون مستوى التخصيص.
• 68.6 % يفضلون خطاباً ينسجم مع رسالة الشركة أو قيمها.
• 74 % يشترطون محتوى أصيلاً.
• 83.7 % يعطون أولوية للسرد المتماسك، خصوصا عند شرح الدوافع والإنجازات أو التحولات المهنية.

رأي الخبراء: "الخطاب العام لا يضرك، لكنه لا ينفعك أيضا"، على حد تعبير أحد مسؤولي التوظيف.

العوامل التي تضعف فرصك

• 56.6 % يرون الأخطاء اللغوية قاضية.
• 55.2 % يصفون المعلومات غير المرتبطة بأنها منفرة.
• 53.8 % ينفرون من الخطابات المطولة؛ 95.5 % يعدون نصف صفحة إلى صفحة طولاً مثالياً.
• 53.9 % يشيرون إلى غياب التخصيص كخطأ متكرر.

خطابات التقديم المولدة بالذكاء الاصطناعي

دخل الذكاء الاصطناعي رسمياً ساحة التوظيف؛ إذ واجه 81.6 % من القائمين على التوظيف خطابات صيغت به فعلاً، بينما تردد 3.3 % فقط في الجزم بمصدرها.

وبحسب استطلاع Jobseeker، يتمكن مسؤولو التوظيف من رصد خطابات التغطية المكتوبة بالذكاء الاصطناعي ويحكمون على جودتها.

كيف يكتشفونها؟

• 61.1 % يكشفون غياب الطابع الشخصي.
• 59.8 % يتعرفون عليها عبر الأسلوب والنبرة.
• 57.4 % يسجلون عبارات عامة مفرطة.
• 41.3 % ينتبهون إلى لغة متكلفة أو آلية.
• 43.7 % يلحظون تناقضات داخل الطلب.

نصيحة: يمكن تسخير الذكاء الاصطناعي، لكن مسؤولي التوظيف ينتظرون لمستك الخاصة. وكما قال أحدهم: "نلاحظ غيابها فوراً".

كيف يكون رد الفعل؟

• 54 % يقل احتمال متابعتهم لخطاب لم يراجع بشرياً.
• 34.1 % يدققون أكثر في الطلبات ذات الصياغة العامة.
• 11.6 % فقط يعاملون الطلبات المدعومة بالذكاء الاصطناعي معاملة غيرها.

قال أحد مديري التوظيف: "لا بأس بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي ما دام النص منقحاً بإتقان؛ أما إذا بدا كأنه نسخة حرفية من ChatGPT بلا أي جهد بشري، فمكانه الرفض فوراً".

كيف تتفوق على المنافسين؟

تعد الخبرة، والمهارات، وجودة التنسيق بمثابة تذكرة عبور إلى المرحلة الأولى، غير أن العنصر الحاسم كما يقول مدراء الموارد البشرية هو التخصيص. فحين تخصص سيرتك وخطابك بما يلائم الشركة، تبرهن على الجهد والمبادرة والانتباه للتفاصيل.

طرق إضافية للتميز

• ‎64.8 % يرون أن "التواصل" أهم مهارة سلوكية.
• ‎57.7 % يختارون "حل المشكلات"، و ‎57.1 % يبرزون "العمل الجماعي".
• ‎60.7 % يتوقعون إبراز المهارات صراحة في ملخص السيرة الذاتية.

نصيحة خبير: اجعل اهتمامك ظاهراً. يقول أحد مسؤولي التوظيف: "خصص طلبك للشركة، وابحث في أخبارها، وكيف تقدم نفسها للإعلام، ثم اشرح القيمة التي ستضيفها".

ما الذي يحدث بعد النظرة الأولى؟

إذا تجاوزت سيرتك اختبار الـ 30 ثانية، فإنها تحظى بـ:

• نحو 11.5 دقيقة بين قراءة، ومقارنة، وإدراج في القائمة المختصرة.
• ساعة و 22 دقيقة مراجعة لمن يستدعى إلى المقابلة.

بعد ذلك، قد يمتد مسار التوظيف أياماً أو أسابيع أو أشهر وفق الدور وحجم الشركة.

يؤكد أحد المشاركين في الاستطلاع: "نكتشف الطلبات الكسولة أو العامة على الفور".

أي أن المعركة تحسم في دقائق؛ فالدقة والملاءمة جوهريان لتسبق منافسيك.

الخلاصة: اجعل لكل قسم وزنه

تثبت الأرقام ما يظنه كثيرٌ من الباحثين عن عمل: مسؤولو التوظيف يتخذون قراراتهم بسرعة، ويقدرون التصميم الواضح، ويركزون على التفاصيل الدقيقة. لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل الجهد البشري، ولن يخفي التنسيق الأنيق نقص الخبرة، كما أن الهوايات لا تقنع صاحب القرار عندما يفتقر المحتوى الأساسي إلى القوة.

ومع ذلك، فإن المزيج الصحيح (من رسائل مفصلة وأصيلة، وعرض نظيف، وبنية محكمة) ما يزال يفتح الأبواب.

وكما قال أحد مسؤولي التوظيف: "عرف هدفك بوضوح، وعدل كل جزء من طلبك ليتوافق معه".

لا يشترط في سيرتك الذاتية أن تكون مثالية، لكن ينبغي أن تكون هادفة وذات مغزى.

خلفية البحث

يستند هذا التقرير إلى استطلاع إلكتروني حصري أجرته شركة Jobseeker عام 2025، شمل 1,013 من محترفي الموارد البشرية في 59 دولة، جميعهم يشاركون فعليا في تقييم طلبات التوظيف.

تناول الاستطلاع العوامل الرئيسة التي تحدد فرص وصول المرشح إلى المقابلة، مثل محتوى السيرة، والتنسيق، وخطابات التغطية، وتوافقها مع أنظمة ATS، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والمؤشرات الإيجابية أو السلبية الشائعة. وقد جمع بين أسئلة اختيار من متعدد وأسئلة مفتوحة، ما أتاح مزيجاً من البيانات الكمية والرؤى النوعية حول تفضيلات التوظيف الحديثة.